اللغة العربية تنعى نفسها
رجعتُ لنفسي فاتهمت حَصاتــــي ******** وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رمَوني بعقم في الشباب وليتنـــي ******** عقِمت فلم أجزع لقول عُداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائســـــــــي ******** رجالاً وأكفاءً وأدتُ بناتـــي
وسعت كتاب الله لفظاً وغـــــــاية ******** وما ضقت عن آيٍ به وعِظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ******** وتنسيق أسماء لمخترعـات
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامــنٌ ******** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسنـــي ******** ومنكم وإن عز الدواء أساتـي
فلا تكلوني للزمان فإننــــــــــــــي ******** أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعـــــة ******** وكم عز أقوام بعز لغـــــات
أتوا أهلهم بالمعجزات تفننــــــاً ******** فيا ليتكم تأتون بالكلمـــات
أيطربكم من جانب الغرب ناعــب ******** ينادي بوأدي في ربيع حياتـي
سقى الله في بطن الجزيرة أعظما ******** يعز عليها أن تلين قَناتــــي
حفظن وِدادي في البلى وحفظتــه ******** لهن بقلب دائم الحســــــرات
وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق ******** حياء بتلك الأعظم النخـــرات
أرى كل يوم بالجرائد مزلقــــــــاً ******** من القبر يدنيني بغير أنــــاة
وأسمع للكتاب في مصر ضجـــة ******** فأعلم أن الصائحين نُعاتـــي
أيهجرني قومي عفا الله عنهــــم ******** إلى لغة لم تتصل بــــــــرواة
سرت لُوثة الإفرِنج فيها كما سرى ******** لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعـة ******** مشكلة الألوان مختلفــــــــات
إلى معشر الكتاب والجمع حافل ******** بسطت رجائي بعد بسط شَكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البِلى ******** وتنبت في تلك الرُّموس رُفاتي
وإما ممـاتٌ لا قيامــةَ بعــــــــده ******** ممات لعَمري لم يُقس بممات